أزمة الكهرباء في ساحل حضرموت.. معاناة متفاقمة في صدارة المشهد (تقرير)
تظل أزمة الكهرباء عنوانًا ثابتًا لحجم المعاناة المتفاقمة التي يواجهها المواطنيين في انعكاس واضح لحرب الخدمات

شبام برس / متابعات خاصة:
تظل أزمة الكهرباء عنوانًا ثابتًا لحجم المعاناة المتفاقمة التي يواجهها الجنوبيون في انعكاس واضح لحرب الخدمات.
وتعيش مدن ساحل حضرموت على وقع خطر كبير حول إمكانية غرق هذه المناطق في ظلام دامس، ما يكشف عن حجم الأزمة وتعقيداتها.
هذه الأزمة المروعة فرضت نفسها على اجتماع طارئ عقده الأمين العام للمجلس المحلي بحضرموت صالح العمقي، مع قيادة السلطة المحلية بالمحافظة، بحضور وكيل المحافظة للشؤون الفنية المهندس أمين بارزيق، ووكيل المحافظة للشؤون المالية والإدارية الدكتور أحمد باصريح، ووكيل المحافظة حسن الجيلاني، ووكيل المحافظة المساعد فهمي باضاوي، ومدير عام المؤسسة العامة للكهرباء بساحل حضرموت المهندس مازن بن مخاشن، ومدير عام مديرية مدينة المكلا المهندس صالح العمري.
خُصّص الاجتماع لمناقشة الوضع العام لخدمة الكهرباء المتدهورة وتزايد ساعات الانطفاءات التي أثرت بشكل بالغ على حياة المواطنين.
وقف الاجتماع أمام الأوضاع الحرجة التي سببتها الانقطاعات المتكررة والطويلة للتيار الكهربائي، والتي انعكست سلبًا على المواطنين والعديد من القطاعات الحيوية.
واستمع الاجتماع إلى شرح مفصل من مدير عام مؤسسة الكهرباء بساحل حضرموت المهندس مازن بن مخاشن، حول خروج عدد كبير من مولدات محطات التوليد عن الخدمة بسبب عدم وصول الوقود من شركة بترومسيلة.
وأكد مدير عام الكهرباء بساحل حضرموت أن الوقود أن إجمالي الانطفاءات بلغ حاليًا 20 ميجاوات في محطة الشحر، و10 ميجاوات في محطة الريان، و25 ميجاوات في محطة باجرش، و3 ميجاوات في محطة جول مسحة، و30 ميجاوات في محطة المنورة، و10 ميجاوات في محطة الأمانة بفوة.
وأكد أن محطات التوليد في طريقها التدريجي للتوقف بشكل كامل خلال أقل من 24 ساعة القادمة بسبب عدم وصول الوقود، محذرًا من احتمال أن تكون مدن ساحل حضرموت، وخاصة المكلا، في ظلام دامس.
وناشدت قيادة السلطة المحلية الجهات التي تمنع وصول الوقود بتحمل المسؤولية الكاملة تجاه تدهور الأوضاع، وأكدت على ضرورة تدارك الوضع وحل أزمة الوقود بشكل عاجل، محملة المسؤولين عن عدم وصول الوقود لمحطات التوليد مسؤوليتهم الكاملة تجاه الأضرار التي تلحق بالمرضى في المستشفيات، وغرف العمليات، وحضانات الأطفال الخُدّج، ووحدات العناية المركزة، وكبار السن والأطفال الذين يعانون بشكل خاص في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال موسم الصيف، إلى جانب تضرّر ذوي الأعمال الخاصة من المواطنين الذين يعتمدون في أعمالهم اليومية بشكل كبير على الكهرباء، مما يؤدي إلى توقف أعمالهم، وبالتالي ايقاف لقمة عيشهم اليومية وتضرّر أسرهم وتضرّر مصادر دخل شريحة كبيرة من المواطنين.
أزمة الكهرباء في مدن ساحل حضرموت تتصدر واجهة المشهد الخدمي والمعيشي، بعد أن تحولت إلى كابوس يومي يثقل كاهل المواطنين، وتزيد حدة الأزمة مع موجات الحر الشديدة.
وتعاني محطات التوليد من نقص حاد في الوقود وغياب الصيانة، وسط غياب استراتيجية جادة ومستدامة لحل الأزمة.
الانقطاعات المتكررة، التي تمتد إلى ساعات طويلة تعمق من معاناة الأهالي، وتؤثر بشكل مباشر على مختلف مناحي الحياة، من التعليم إلى الصحة وحتى الأنشطة التجارية.
ورغم الوعود المتكررة بوضع حل للأزمة، لم تشهد المنظومة الكهربائية أي تحسن ملموس، ما يؤكد وجود تواطؤ أو تجاهل ممنهج لمعاناة حضرموت، في إطار حرب الخدمات التي تُمارَس ضد الجنوب لإخضاعه سياسيًا.