شبام برس / (رويترز):
تناثرت جثث يكسوها الغبار وسط حطام مركز احتجاز للمهاجرين الأفارقة في اليمن في أعقاب ما وصفته قناة المسيرة التابعة جماعة الحوثي يوم الاثنين بأنه غارة جوية أمريكية أودت بحياة 68 شخصا.
وهذا أحد أعنف الهجمات حتى الآن خلال ستة أسابيع ضمن غارات جوية مكثفة تشنها الولايات المتحدة على الجماعة المتحالفة مع إيران والتي تسيطر على شمال اليمن. وشن الحوثيون هجمات على سفن في البحر الأحمر فيما وصفوه بأنه حملة دعم للفلسطينيين.
ولم يرد الجيش الأمريكي بعد على رسالة بريد إلكتروني من رويترز تطلب التعليق على هذه الضربة الجوية. وقال الجيش إنه لن يقدم معلومات مفصلة عن أهداف غاراته الجوية لأسباب تتعلق بأمن العمليات.
وعرض تلفزيون المسيرة صورا لآثار الغارة في صعدة الواقعة على طريق يستخدمه المهاجرون الأفارقة لعبور اليمن الفقير الذي مزقته الصراعات للوصول إلى السعودية.
وأظهرت اللقطات جثثا يكسوها الغبار وسط أنقاض ملطخة بالدماء. وظهر في اللقطات رجل يحمله أفراد الإنقاذ على محفة فيما سُمع أحد الناجين وهو ينادي “أمي” باللغة الأمهرية الرئيسية في إثيوبيا.
وتحدث ناجون آخرون، في مقابلات مع التلفزيون اليمني في المستشفى، عن حالتهم عندما استيقظوا على وقع انفجار في الفجر. وقال أحدهم إن شدة الانفجار دفعته إلى أعلى قبل أن يسقط أرضا.
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام على منصة إكس “جريمة وحشية أقدمت عليها الإدارة الأمريكية فجر اليوم بحق مهاجرين أفارقة أبرياء بقصف مركز إيواء لهم في صعدة يضم أكثر من مائة مهاجر غير شرعي”.
وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان بثه التلفزيون يوم الاثنين إن الجماعة ستواصل هجماتها في البحر الأحمر وبحر العرب.
وتمكنت رويترز من التحقق من موقع اللقطات المصورة وتوقيتها بعد الهجوم من خلال معالم مرئية، منها مبنى يشبه المستودع ذو سقف مموج تعرض لأضرار، وأظهرت صور الأقمار الصناعية للموقع نفسه في اليوم السابق أن السقف سليم.
وتطابق هذا الموقع مع موقع مركز مهاجرين تعرض أيضا لغارة جوية سابقة قادتها السعودية عام 2022.
واستهدفت أعنف غارة أمريكية على اليمن حتى الآن هذا الشهر ميناء رأس عيسى النفطي المطل على البحر الأحمر، مما تسبب في مقتل 74 شخصا على الأقل.
وأثار مدافعون عن حقوق الإنسان مخاوف بشأن مقتل المدنيين. وكتب ثلاثة أعضاء بالحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ إلى وزير الدفاع بيت هيجسيث يوم الخميس مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الخسائر في أرواح المدنيين.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم الاثنين “تشكل الضربات الجوية خطرا متزايدا على المدنيين في اليمن”. وأضاف “نواصل دعوة جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين”.
من محمد الغباري ونيرة عبد الله